تربية الحمام Pigeons

نشر بتاريخ: الأربعاء، 08 أيار 2019 كتب بواسطة: اعداد: محمد علي شاهين

طائر الحمام من الطيور المستأنسة الأليفة، التي يتهافت الهواة على تربيتها، ويتفاخرون بالاستحواز على أفضل أنواعها وأندر سلالاتها، ويرون أنّها تعطي للمكان جو من الجمال والرفاهية، ويربي البعض الحمام للاستفادة من لحمه، وتعتبر تجارته على العموم من المشاريع المربحة في معظم الأحيان، وهو طائر متواضع يتلاءم  مع أي طقس، ويتكاثر  طوال العام.
إلاّ أنّ تربية الحمام اليوم أكثر بكثير من مجرّد مصادر للحوم.
وذكر الجاحظ مناقب الحمام فقال: ومن مناقب الحمام حبّه للناس وأنس الناس به، وإنّك لم تر حيواناً قطّ أعدل موضعاً، ولا أقصد مرتبة من الحمام، وأسفل الناس لا يكون دون أن يتخذها، وأرفع الناس لا يكون فوق أن يتخذها.                                             


وأنكر النبي (ص) الإطالة في الاشتغال بالحمام، وارتقاء الأسطحة التي يشرف منها المربي على بيوت الجيران.                            
وهو طائر معمّر، قد يصل عمره الثلاثين عاماً، إذا كانت العناية بصحته وتغذيته ومسكنه متوفّرة.
والحمام الذي يألف البيوت قسمان: أحدهما البري وهو الذي يلازم البروج وما أشبه ذلك، وهو كثير النفور من الناس.                       
والثاني: الأهلي أو حمام الزينة، وهو أنواع مختلفة وأشكال متباينة منها: الرواعب والمراعيش والعداد والسداد والمضرب والقلاب والمنسوب.
ويغالي بعض الهواة في شراء الأنواع النادرة من الحمام، والإنفاق عليها بسخاء، وقضاء الأوقات الطويلة في إطعام الطيور والعناية بها، ولا تكاد مدينة تخلو من سوق للحمام، أو مزاد لبيعه، أو معرض رسمي له، وانتشرت في أوروبا نوادي الحمام، وعقدت له المسابقات.
وتعلّقت الطبقات العليا بتربية طيور الحمام وحضور معارضها، وقضاء الأوقات الممتعة معها بعيداً عن متاعب العمل وضغوطه، حتى أن حاكم المغول في القرن السادس عشر أكبر، كان يتحرّك بقطيعه المكوّن من عشرة آلاف حمامة معه أينما ذهب.
أنواع الحمام:
والحمام على أنواع كثيرة منها: التركي: متعدّد الألوان، ومنقاره طويل، وله ريش في قدميه .
والهندي: أبيض ومنقّط بالأسود.
الحمام النمساوي:
ويسمى (الكابوتشيني) نسبة إلى ثياب الرهبان، وجسمه قصير نوعا ما ومكتنز قليلا والصدر عريص وبارز قليلا،  وله ذيل قصير، وغرّة ريش تحيط بمنطقة الرقبة والوجه، وتمتد على شكل السلسله أو القلاده اسفل الرأس الى منتصف الرقبه والتى تكون فى اتجاه معاكس تماما لأتجاه نمو الريش، وهو ألوان متعددة، وعلى العموم فهو طائر جميل متعدّد ألوان الريش.           
الحمام الزاجل (المراسلات):  
استخدم الحمام الزاجل في الماضي لنقل الرسائل على نطاق واسع، وأوّل سجلات مؤرخة عند المصريين القدماء تشير إلى أنّهم استخدموه في نقل الرسائل في حولي 3000 قبل الميلاد، وفي أواسط آسيا يعود تاريخ استخدامه  إلى ما قبل ذلك، ويمكن للحمام أن يوصل الرسائل بشكل أسرع وأكثر فعالية (بنسبة وصول تصل إلى 95 في المائة) من أي مراسل بشري، وقيل: إنّ حمامة تدعى شير عامي، سلمت رسالة بعد أن فقدت ساقها وحصلت على شظية رصاصة في صدرها.
ويستخدم اليوم لإجراء مسابقات ينال المربون الفائزة طيورهم فيها مبالغ طائلة.
ويتميّز الحمام الزاجل عن سائر الأنواع بجسمه المثلثي الشكل، ووجهه الكبير، وكتفه العريض، وحجمه الكبير، وقوّته العضليّة، وغريزته الشديدة لحب الوطن والمسكن، وله وجه كبير، ومنقار طويل أبيض، وعيون لؤلؤيّة، وهو متعدّد الألوان.
الحمام الهزاز: (الرقاص):
شكل هذا النوع من الحمام يدلّ على غروره، بسبب انتفاخ صدره ورقبته، وله ذيل يشبّه المروحة، ويتكوّن من (22 ـ 44) ريشة، ويرتفع ثمنه كلّما زاد عدد هذه الريش.
وسمي بالرقاص لمشيته الراقصة، ويلامس رأسه أطراف ذيله، ومنقاره قصير أو طويل، ويمتاز هذا النوع بجمال شكله، وتعدد ألوان ريشه، وأشهرها الأبيض الناصع البياض، والأسود الفاحم، ويعد من طيور الزينة النادرة.            
ولبعض أنواع الهزاز (الأمريكي) حجم كبير، وريش على القدمين، وزوائد ريش على الرأس، أمّا الهندي فحجمه صغير، ولا يكسو الريش قدميه، ويخلو رأسه من الزوائد.
ولا يصلح هذا النوع من الحمام للسباق بسبب شكل زيله.
الحمام النفّاخ:
وهو من حمام الزينة النادر، ويمتاز بطول جسمه، وانتفاخ صدره ورقبته وحلقه، ويقال أنّه نتج عن تهجين أنواع من الحمام في انجلترا، ونسب إليها وسمي بالإنجليزي، ويصلح للتربية في المناطق الباردة والمعتدلة، وللنفّاخ ألوان متعددة.
ويحظى النفّاخ بعناية المربين واهتمامهم.                    
تكاثر الحمام:
تبيض أنثى الحمام بيضتين كل مرّة، إحداهما ذكر والثانية أنثى، وبين الأولى والثانية يوم وليلة، وتحتضن البيض بالتبادل مع الذكر، مدّة تستغرق (16 ـ 19) يوماً ؛ ويحتاج فرخ الحمام إلى (5 ـ 6) أسبوع لكي يصبح قادراً على الطيران ؛ وينضج الحمام جنسيّاً في عمر (5 ـ 6) شهر، والفترة بين دورات وضع البيض (34 ـ 40) يوماً.  
ويمكن التمييز بين ذكر الحمام وأنثاه من خلال شكله الخارجي، فالذكر حجمه أكبر، وأكثر قوّة من الأنثى، وللذكر شوكتان متقاربتان تحت فتحة الشرج، وعند الأنثى متباعدة.         
ويعطي الحمام (10 ـ 12) زوجاً في السنة.
ويفقس الصغار عاريين وعاجزين، ويبقون في العش حتى يكسو جسمهم الريش كليّاً.    
تغذية الحمام:
الحمام من الطيور النباتيّة الغذاء، ويقوم بإطعام الفراخ كلا الزوجين بطريقة الإقياء في الحوصلة، أو يطعمانها حليباً خاصّاً (حليب الحمام)، وتغذّى طيور الحظيرة (الأقفاص) مرّتين يوميّاً: في الصباح، ووقت العصر.
ويجب أن تتوفّر في عليقة التغذية ثلاثة عناصر رئيسيّة: مصادر للطاقة (حبوب)، ومصادر بروتين (بقول)، ومصادر معدنيّة (مخلوط معدني).
وهذه إحدى العلائق المقترحة: ذرة صفراء 35%، ذرة عويجة 20%، قمح 15%، فول بلدي 20%، بازيلاء 5%، لوبياء 5%.
ويتكوّن المخلوط المعدني من: مسحوق المحار 40%، وحجر جيري 40%، وفحم نباتي 10%، عظام حيوانات 5%، ملح طعام 4%، وأكسيد الحديد 1%.      ويسحب طائر الحمام الماء إلى داخل الحوصلة دون أن يرفع رأسه.
مسكن الحمام:                     
يعيش الحمام إمّا في أبراج، أو في حظائر يجب أن تتوفّر فيها الشروط الصحيّة: الجفاف، والتهوية، والضوء والشمس، والحماية من المطر والرياح والحرارة الشديدة، والبعد عن الضوضاء.
ويخصّص 1متر مربع بارتفاع 2،20م لكل زوج، ويمكن تربية الحمام في أقفاص معدنيّة،
ويفضّل عزل الطيور المريضة، وفصل الطيور الصغيرة عن الكبيرة، والذكور عن الإناث.   تربية الحمام في أقفاص معدنيّة
تنبيهات للمربين:
لا تلق الغذاء على الأرض خشية تلوثه.
لا تقدّم للطيور مخاليط ناعمة لأنّ مناقير الحمام لا تستطيع التقاطها.                       
لا تدع الطيور تشرب من أحواض الماء المستعمل عقب الاستحمام الأسبوعي، وقم بتفريغها من الماء الملوّث.
هيّء قطعاً صغيرة من جريد النخيل ليتمكّن الحمام من بناء عشّه بها.
ويستحسن الفحص الدوري للطيور، وإعطائها اللقاحات الطبيّة، والفيتامينات بانتظام، وحمايتها من القوارض والحيوانات المفترسة.    
المراجع:
1 ـ حياة الحيوان الكبرى ج 1 ص 234 كمال الدين الدميري.
2 ـ تاريخ الحمام بقلم أرالين بريم (مترجم).

الزيارات: 4250