صاحب نظريّة "زرع الديمقراطية في دول الشرق الأوسط الفاشلة للتصدي للإرهاب"
مستشرق ومؤرخ وباحث بارز في تاريخ الشرق الأوسط، أستاذا مساعدا للدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية عام 1938، عمل استاذا لتاريخ الشرق الأدنى والأوسط في كلية الدراسات الشرقية بين عامي: (1949 ـ 1974).
ولد في لندن لعائلة يهودية من الطبقة المتوسطة ودرس في جامعات لندن وباريس، عمل خلال الحرب العالمية الثانية في ميدان الاستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط.
تخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط.
حصل على الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية متخصصاً في تاريخ الإسلام.
أجاد اللغات: العربية والفارسية والتركية والفرنسية والألمانية، مما مكّنه من الاطّلاع على كتب التاريخ من مصادرها.
أصدر 11 جزءاً في كامبريدج عن تاريخ الإسلام، وكان كبير محرري (الموسوعة الإسلاميّة) على مدار 31 عاما، ومن مؤلّفاته الثلاثين المنشورة: "العرب في التاريخ"، و"أزمة الإسلام"، و"الإسلام والعلمانية"، و"اللغة السياسية للإسلام" و"صعود تركيا الحديثة" وله العديد من الدراسات المميزة.
هاجر برنارد لويس إلى الولايات المتحدة في عام 1974 بعد انهيار زواجه، حيث احتل مقعدا بمعهد دراسات الشرق الأدنى ليبدأ رحلته في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية وعلى صناع السياسة في واشنطن.
وكانت رسالة لويس السياسية لأمريكا بشأن الشرق الأوسط عام 2001 بسيطة وهي "القسوة أو الخروج"، محذرا من أن المفجر الانتحاري قد يصبح رمزا للمنطقة بأسرها التي تغرق في الكراهية والغضب والقمع والفقر.
أثارت طروحات «لويس» السخط والدهشة بين متابعيه، كموقفه من التدخل في العراق، حين أطلق مقولته «كن قاسيا أو أخرج»، في ما أطلق عليه البعض اسم (مذهب لوي (Lewis Doctrine..
وعرفت صحيفة وول ستريت جورنال نظرية لويس بـ "زرع الديمقراطية في دول الشرق الأوسط الفاشلة للتصدي للإرهاب."
وقيل إنّه وراء مخطط مشروع سايكس بيكو2، وتقسيم الدول العربية، وما جرّ هذا التقسيم من حروب واضطرابات.
وعقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول وصل تأثيره إلى قمة صناعة القرار السياسي في أمريكا، فيما يتعلق بإدارة النزاع بين الإسلام الراديكالي والغرب.
وتحدّث في ندوة للعاملين بمقر الرئاسة الأمريكية عن شعور القاعدة بالدونية والكراهية تجاه الغرب الناجم عن ثلاثة قرون من التراجع الإسلامي والعربي ثقافيا وعسكريا وتكنولوجيا منذ فشل العثمانيين في الاستيلاء على فيينا عام 1683.
وقال في حديث إذاعي:" لا يمكن أن تكون غنيا وقويا وناجحا ومحبوبا وخاصة من جانب أولئك الذين يفتقدون للقوة والثراء والنجاح لذلك فإن الكراهية شيء بديهي. والسؤال يجب أن يكون هو لماذا لا يحبوننا أو يحترموننا؟
وعندما سئل في هارفارد: هل يجب أن نتفاوض مع نظام آيات الله في طهران؟ أجاب على الفور: بالطبع لا.
وقد نفى لويس تأييده لغزو العراق، قائلا إنه كان يدعو إلى تقديم مساعدات أكبر إلى الأكراد المتحالفين مع الغرب في شمال العراق كقوة موازية لنظام بغداد.
كما ينكر مذابح الأرمن حيث رفض تسمية ما حدث بالمجزرة واعتبارها "أعمال مؤسفة أودت بحياة أتراك وأرمن على حد سواء"، مما أدى إلى محاكمته في فرنسا.
وعرف عنه أيضا انتقاداته للفكر الوهابي وتمويل السعودية له وثقافة تبعية المرأة. وكان كتابه أزمة الإسلام من أكثر الكتب مبيعا وفيه يشير إلى أن الإسلام يفتقر إلى النقد التاريخي للنصوص الدينية كما حصل في المسيحية الغربية.
وقد نشر برنارد لوس أكثر من 30 مؤلفا ومئات المقالات والمحاضرات بأكثر من 10 لغات، تحدث معظمها عن خطوط ومعالم الشرق الأوسط الجديد، كالانقسامات الطائفية وصعود "الإسلام الراديكالي" و"الدكتاتورية الراسخة" المدعومة نسبيا من الغرب.
واستطاع من خلال مؤسّسة "تراند" "التي لعبت ولا تزال تلعب دوراً كبيراً في الحض على تنمية التطرف الديني، من أجل التأكيد على أن الإسلام متطرف بطبيعته، وأن المسلم عاجز عن تقبل الحداثة، وأن ما يحركه هو عامل الحسد تجاه حضارة الغرب، فيحقد عليها لعجزه عن مواكبة إنجازاتها الحضارية، هذه الرؤية التي تمثل عصارة ما قدمه (لويس) في عديد من كتبه ومقالاته عن الإسلام والمسلمين. وتروجها مؤسسات إعلامية عملاقة، وترسخها في الذهنية العامة في الغرب، وتتوجها من خلال اختراع مجموعات إرهابية، وتوظيفها التوظيف الملائم والمسوغ لكل السياسات المجرمة بحق شعوب المنطقة"
توفي عن 101 عاماً في 20/5/2018.
المراجع:
1 ـ BBC عربي 20/5/2018 وصيته لأمريكا بشأن الشرق الأوسط هي "القسوة أو الخروج".. وفاة برنارد لويس
2 ـ جيرون نت الشيخ برنارد لويس والدواعش مقال: عبد الواحد العلواني.
3 ـ الخليج الجديد 20/5/2018 وفاة «برنارد لويس» مخطط مشروع تقسيم الدول العربية.