افتتاحية العدد: الدور التحريضي التآمري على أهل الشام

نشر بتاريخ: الإثنين، 02 أيار 2016 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

 لم يتوقف التآمر على الإسلام والمسلمين عند الرافضيّين: وزير المستعصم بالله ابن العلقمي، الذي باطن المغول وناصحهم وأطمعهم في المجيء إلى العراق، ليقيم خليفة من آل علي، ووزير هولاكو نصير الدين الطوسي، حتى دخل التتار بغداد ودمّروا حضارتها، وسفكوا دماء نحو مليوني مسلم من أبنائها.
ومع هذا فالشيعة تمتدحهما، وتعتبر دخول هولاكو بغداد إصلاحاً للبلاد، ونصراً حقيقيّاً للإسلام.
ودهم تيمور لنك حلب بجحافل التتار، بدعوة من النائب الخائن "دمرتاش"، فأحرق المدينة وأمعن السيف في رقاب أهلها، وبنى برجاً من الرؤوس التي قطعها جنوده، قيل إنّ عدّتها عشرين ألف رأس، وأباح المدينة لجنوده.
وتؤكّد المصادر أن تيمور لنك كان نصيرياً محضاً من جهة العقيدة، إذ توجد له أشعار دينية موافقة لآداب الطريقة الجنبلانية (النصيرية).
وتشير الرواية التاريخيّة إلى الدور التحريضي الذي مارسته تلك الفئة الحاقدة على أهل السنّة، وسعيها الدائم للانتقام منهم: "ثم سافر تيمور لنك إلى الشام وقبل سفره جاءت إليه العلوية النصيرية "درة الصدف بنت سعد الأنصار" ، ومعها أربعون بنتًا بكرًا من العلويين، وهن ينحن ويبكين ويطلبن الانتقام لأهل البيت... فوعدهن تيمور بأخذ الثأر، فكان ذلك سببًا في نزول أفدح المصائب التي لم يسمع بمثلها بأهل الشام، ولم ينج من بطش تيمور لنك بالشام إلا عائلة من النصارى، وأمر تيمور لنك بقتل أهل السنة.. واستثناء العلويين النصيريين !!!

ولا نريد في هذه العجالة أن نستعرض سلسلة الوقائع التاريخيّة التي شاركت فيها النصيريّة العدوان على المسلمين، في الماضي مع التتار والصليبيين والمستعمرين، واليوم مع الفرس والروس حيث تقصف طائرات النظام الطائفي بالبراميل المتفجّرة والألغام البحريّة حلب والمدن السوريّة جنباً إلى جنب مع الطائرات الروسيّة الغازية، تحت دعوى الحرب على الإرهاب، بينما العصابات الطائفيّة الحاقدة من مرتزقة شيعة إيران ولبنان والعراق وأفغانستان تزحف على القرى الآمنة كالجراد.
هدم الشياطين الخرس كل الجسور التي تربطهم بشعبهم، فصمتوا ولم يستنكروا الغارات الجويّة، والقصف العشوائي براجمات الصواريخ، ولم تتفطّر قلوبهم لمشاهد الخراب والدمار، ولم يذرفوا دمعة حزن واحدة على اليتامى والأرامل والثكالى والجرحى والمعاقين، وعلى سكان الخيام المهجّرين في الآفاق.
ولم تتحرك نخوتهم لانتهاك أعراض حرائر الشام، وسرقة الأطفال، وتجارة قطع الغيار البشري، وهجرة العقول.
ولم يتجرأ عقلاؤهم على رفع أصواتهم بكلمة كفى لسفك الدماء وتخريب الديار وتهجير المواطنين ولو مرّة واحدة في وجه طاغية الشام الذي عبدوه.
أما آن لهؤلاء أن يتوقّفوا عن استغلال حادثة استشهاد الحسين رضي الله عنه خاب وخسر من شارك في دم الحسين ودم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ووقف دغدغة المشاعر والتحريض الطائفي على قاتليه، ويأخذوا من هذه الفاجعة الدروس والعبر، ويجعلوا من ذكراها مناسبة للتسامح والتراحم ووقف الظلم وسفك الدماء.
أما آن الأوان أن تفتح أبواب السجون والزنازين، وتفك الأصفاد، ويطلق سراح المعتقلين والمعتقلات بعد كل هذا العناء؟
أما آن الأوان لفك الحصار عن القرى والأحياء التي تتضوّر جوعاً منذ سنوات، ويسمح بدخول قوافل الطعام والدواء.
أما آن للذين فقدوا الرحمة من قلوبهم أن يمتنعوا عن قصف المستشفيات والمستوصفات، ومحطات المياه، ويتوقّفوا عن استهداف الأطباء والمسعفين، ويسهّلوا مرور الأدوية.
أما آن أن تسود لغة العقل على الأهواء والأحقاد، وتتكاتف الجهود لعودة المهجّرين إلى ديارهم، وإعادة إعمار البلاد وفتح المدارس والجامعات، ومعالجة الجراح التي خلّفتها السنين.
ألا فلتلجم أفواه المحرّضين على قتل الشعب السوري، وليتوقف تجّار الحرب عن عمليّات النهب واحتكار الأقوات وغسل الأموال، والتنازل عن ثروات البلاد واستقلالها، ولترحل العصابات الطائفيّة الحاقدة عن الديار الشاميّة مجلّلة بالخزي والعار، ومعها جيوش الدول الطامعة بمقدّرات سوريّة مذمومة مدحورة.
غاب عن عقولهم أنّ الإسلام قادم بإذن الله، وأنّ النصر قريب مهما طال ليل المعاناة، وتكالب على الشام الطامعون والمتآمرون.
وسيطوي الزمان الغزاة والحاقدين، كما طوى هولاكو وتيمورلنك وأشياعهما، مهما اشتدت المحن، وادلهمت الخطوب.
وطوبى للغرباء

1/5/2016
رئيس التحرير: محمد علي شاهين

 

الزيارات: 1760