أبو المقدام رجاء بن حيوة بن جرول بن الأحنف الكندي

نشر بتاريخ: الأربعاء، 07 شباط/فبراير 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

سيّد أهل فلسطين
(    /    ـ 112/730)
تابعي جليل، محدّث، شيخ أهل الشام، وسيّد أهل فلسطين، ومستشار الخلفاء، وكبير الدولة.
ولد في بيسان الغور من أرض فلسطين، في أواخر خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وعاش في فلسطين.
تلقى العلم على عدد من الصحابة، وعلى أمّهات المؤمنين، وروى الحديث عن معاوية وعبد الله بن عمر، وجابر، وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
كان عالي المنزلة عند سليمان بن عبد الملك، وعند عمر بن عبد العزيز، وجليس الخليفة عمر بن بن عبد العزيز وكاتبه الذي خصّ به.


كان شريفا نبيلا كامل السؤدد، قال مطر الوراق: ما رأيت شاميا أفقه منه، وقال مكحول: هو سيد أهل الشام في أنفسهم، وقال مسلمة بن عبد الملك أمير السرايا: في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وعدي بن عدي، أن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم الأعداء.
ولمّا أحسّ سليمان بن عبد الملك بدنو أجله دعاه إليه وقال: يا رجاء من ترى لهذا الأمر وإلى من ترى أن أعهد؟ قلت: يا أمير المؤمنين، اتق الله فإنك قادم على الله، وسائلك عن هذا الأمر وما صنعت فيه قال: فمن ترى؟ فقلت: عمر بن عبد العزيز قال: كيف أصنع بعهد أمير المؤمنين عبد الملك إلى الوليد وإلي في ابني عاتكة أيهما بقي؟ قلت: تجعلهما من بعده قال: أصبت ووفقت جئني بصحيفة فأتيته بصحيفة فكتب عهد عمر ويزيد من بعده.
 بلغ يوما عبد الملك قولاً من بعض الناس فهمّ أن يعاقب صاحبه، فقال له رجاء: يا أمير المؤمنين قد فعل الله بك ما تحب حيث أمكنك منه، فافعل ما يحبه الله من العفو، فعفا عنه وأحسن إليه،
وقال نعيم بن سلامة: ما بالشام أحد أحب إلي أن اقتدي به من رجاء بن حيوة.
وقال ابن سعد: كان رجاء فاضلاً ثقة كثير العلم أجرى الله على يديه الخيرات.
ويعود إليه الفضل في عمارة بيت المقدس،  قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال، ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغاً، ولا يتوقفا فيه؛ فبثوا النفقات وأكثروا، فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون، وعملا للقبة جلالين أحدهما: من اليود الأحمر للشتاء، وآخر: من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة، وخداماً بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئاً كثيراً، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة.
وتروى عنه رقائق جميلة ومنها: عن رجاء بن حيوة قال: يقال ما أحسن الاسلام يزينه الايمان وما أحسن الايمان يزينه التقى وما أحسن التقى يزينه العلم وما أحسن العلم يزينه الحلم وما احسن الحلم يزينه الرفق.
______________________________________________________________

(1) العقد الفريد ج 5 ص 219 أحمد بن محمد ابن عبد ربه. (2) تاريخ التشريع الإسلامي ص 162 محمد عفيفي الخضري. (3) سير أعلام النبلاء ج 4 ص 557 شمس الدين محمد الذهبي. (4) شذرات الذهب ج 1 ص 145 عبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (5) طبقات الحفاظ ج 1 ص 52 عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. (6) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج 5 ص 170 أبو نعيم الأصفهاني. (7) مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقيّة، التابعي الجليل رجاء بن حيوة.

الزيارات: 1448